سعيد ياسين (القاهرة)
غيب الموت صباح أمس، الفنان محمود الجندي عن 74 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة عزاء للراحل الملقب بـ «حبيب الوسط الفني»، حيث نعاه العشرات من زملائه من الممثلين والمخرجين والنقاد من مختلف الأجيال، وكتبت رانيا فريد شوقي على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: الفنان والإنسان محمود الجندي، كان له الفضل عليّ، لأنه رشحني في مسرحية «حظ نواعم» بعد اعتذار الفنانة دلال عبدالعزيز، ثم رشحني مجدداً لمسرحية «بالو بالو»، لقد كان إنساناً متصالحاً مع نفسه وطيباً وحبيباً للجميع، وقال المخرج مجدي الزقازيقي: لقد عاش الراحل راضياً، وأحب الخير للناس فأحبه الجميع، وداعاً يا صديق العمر.
وقال الفنان أشرف سيف: الجندي عملاق الموهبة في زمن أرباع الموهوبين، وكتب المخرج جمال عبدالحميد: القلب يدمي على فراق الأصدقاء، ستظل ذكراك في القلب، أما المؤلف عبدالرحيم كمال، فكتب: محمود الجندي الشاب دائم الشباب، الفتى الباسم وصورة الجيل المختلف الذي غنى مواله عن الدنيا والوعد المتداري، وهو في ريعان شبابه في مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة»، فخطف الآهات والتصفيق، وانتزع قلوبهم ومحبتهم في «دموع في عيون وقحة» وفي «الشهد والدموع» و«أنا وأنت وبابا في المشمش»، ورقص على إيقاع القنابل في «ناجي العلي»، وعرج على قدمه ببراعة، وغيرها من الأعمال المهمة، فكان فتى الدور الثاني الأكثر سحراً من الدور الأول.
وقال: كان محترفاً وموهوباً ومحبوباً في آن واحد، عرفته عن قرب في دور المهندس كمال في «الخواجة عبد القادر» أداه ببراعة مذهلة، وأدركت حينها أن الفتى صاحب الموال قد صار رجلاً كبيراً تخرج من فمه الحكمة، محمود الجندي ممثل مصري مهم ومميز.
وكتب المؤلف محمد حلمي هلال: وداعاً للغريب والطيب، كان لي شرف أنه عمل في أغلب الأعمال التي كتبتها للسينما أو التلفزيون، وأبرزها فيلم «حكايات الغريب»، وكتب الفنان حمزة العيلي: إلى لقاء جميل حبيبي الفنان الشامل، والإنسان العظيم المبدع الأستاذ محمود الجندي، تاريخ من الإبداع والفن الحقيقي أمتعتنا به، وعشنا معك في جميع الشخصيات التي جسدتها بروحك الطيبة المخلصة الطاهرة المبدعة يا صاحب الموهبة الجبارة، تشرفت بالعمل معه مرتين هذا المعلم الجليل، ولن أنسى أبداً شهادته في حقي كممثل، وأدين له بالامتنان والشكر ما حييت، كان عظيماً خفيف الظل جميل المعشر محباً للناس وعاشقاً لكل فن حقيقي، فيما كتب الفنان جلال الهجرسي: وداعاً بطل حرب أكتوبر، الفنان الأصيل عنوان الفن الجميل في مصر، نجم المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة المصرية، الفنان المحبوب داخل الوسط الفني، ويحبه الشعب المصري والعربي.
وأضاف الناقد طارق الشناوي: محمود الجندي المبدع الكبير، له بصمة خاصة في فن الأداء، وداعاً أيها الفنان الكبير، وكتب المؤلف محمد الغيطي: فجعني خبر رحيل العظيم والمثقف والمهذب والصادق والمتواضع محمود الجندي، عملت معه في أعمال عديدة، لم أجد منه إلا كل جميل سلوكاً وفناً.
وكان الجندي ولد في 24 فبراير 1945 في مركز أبو المطامير في محافظة البحيرة، وأثرى الساحة الفنية بأكثر من 400 عمل فني، تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أبرز أعماله «علشان خاطر عيونك»، وأفلام «شمس الزناتي»، و«ساعة ونص»، و«عصافير النيل»، و«الفرح»، و«ليلة البيبي دول»، و«خارج على القانون»، و«واحد من الناس»، ومسلسلات «الركين»، و«باب الخلق»، و«الإمام الغزالي»، و«فرتيجو»، و«الشوارع الخلفية»، و«آدم»، و«الحارة»، و«المصراوية»، و«الأدهم»، و«الدالي»، و«في أيد أمينة»، و«الملك فاروق»، و«درب الطيب»، و«الناس في كفر عسكر»، و«حديث الصباح والمساء»، و«السيرة الهلالية»، و«زيزينيا»، و«الحسن البصري»، و«التوأم»، و«حلم الجنوبي»، و«الشارع الجديد».